اضطراب خطير و خفي يرتبط بالتنفس أثناء النوم يغفل عنه الكثيرون

استيقاظ مفاجئ من النوم بشكل لاشعوري أو شخير بصوت عال أو تعرق ليلي أو حتى الشعور بالنعاس طوال النهار، كلها أعراض قد تشير إلى اضطراب خفي يعاني منه كثيرون ويؤثر على حياتهم دون أن يشعروا به، وهو انقطاع التنفس أثناء النوم.
لكن ما هذا الاضطراب؟ وكيف يمكن معرفة ما إذا كنت تعاني منه؟ حسناً، يتحدث الخبراء عن هذا الاضطراب عندما يستمر انقطاع التنفس أثناء النوم لمدة عشر ثوان على الأقل ويحدث خمس مرات على الأقل في الساعة الواحدة، كما كتب موقع “تي-أونلاين” الألماني.
وأضاف الموقع أنه مع “انقطاع النفس النومي”، يضطرب النوم بسبب انخفاض مستوى الأكسجين في الدم ما يؤدي إلى ارتفاع مستوى غاز ثاني أكسيد الكربون فيه، مشيراً إلى أن هذه الحالة تثير إنذاراً في الدماغ يؤدي إلى رد فعل الاستيقاظ.
ويستيقظ المصابون لفترة وجيزة، دون أن يلاحظوا ذلك، ما ينهي انقطاع التنفس مؤقتاً ولفترة وجيزة، لكن تكرار ذلك يمنع الوصول إلى مرحلة النوم العميق الضرورية للإنسان.
ويقسم “انقطاع النفس النومي” إلى نوعين هما: “انقطاع النفس النومي الانسدادي” و”انقطاع النفس النومي المركزي”. والانسدادي هو الأكثر شيوعاً، إذ يعاني منه نحو 90% من الأشخاص الذين يشكون من الاضطراب بشكل عام، بحسب “تي-أونلاين”.

الشخير يميز “الانسدادي”

ويرتبط “انقطاع النفس النومي الانسدادي” بالشخير، لأنه يحدث بسبب انسداد الممرات الهوائية العلوية نتيجة استرخاء العضلات التي تدعم الأنسجة الرخوة في الحلق. وهناك العديد من العوامل المختلفة التي يمكن أن تسبب في حدوث “انقطاع النفس النومي الانسدادي” أو تفاقمه.
ومن هذه العوامل تضخم اللوزتين والسمنة وارتفاع مستوى الضغط أو السكر في الجسم واستهلاك الكحول والتدخين واستخدام الحبوب المنومة أو المهدئات والنوم على الظهر.
ويُعد “انقطاع النفس النومي الانسدادي” أكثر شيوعاً عند الرجال، كما يزداد الاضطراب مع التقدم في العمر. وبشكل عام، يتأثر ما يقدر بنحو 5 في المائة من الرجال و3 في المائة من النساء. وبالنسبة لأولئك الذين تزيد أعمارهم عن 40 عاماً، فإن هذه النسبة تبلغ 13 في المائة من الرجال و7 في المائة من النساء.
أما “انقطاع النفس النومي المركزي” فقد لا يترافق مع شخير لأنه لا يحدث بسبب انغلاق الممرات الهوائية، بل بسبب اضطراب في المركز المسؤول عن التنفس في الدماغ، ونتيجة لذلك تتوقف عضلات الجهاز التنفسي بشكل متقطع أثناء النوم. ومن العوامل التي يمكن أن تسبب في حدوث انقطاع النفس النومي المركزي، تضرر مركز التنفس في الدماغ نتيجة التهاب، أو خموله بسبب بعض الأدوية، أو ضعف الدورة الدموية.

ما هي الأعراض؟

عادةً ما يتجلى انقطاع النفس النومي من خلال الأعراض التالية: الشخير بصوت عالٍ وبشكل غير منتظم (فقط في الانسدادي)، والنعاس أثناء النهار إلى درجة النوم اللاإرادي، والتعرق الليلي. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للمصابين أن يستيقظوا فجأة في الليل بسبب توقف التنفس. يشعر البعض بعد ذلك بتسارع ضربات القلب وضيق في التنفس.
بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يسبب انقطاع التنفس أثناء النوم العديد من الأعراض الأخرى، مثل: صداع في الصباح وجفاف الفم عند الاستيقاظ وضعف التركيز والذاكرة وانخفاض الأداء والمزاج السيء والنفور الجنسي وحتى الضعف الجنسي لدى الرجال.

العلاج

قبل أن تسعى إلى الحصول على علاج طبي لاضطراب انقطاع التنفس أثناء النوم، يمكنك أولاً محاولة تخفيف الأعراض بنفسك من خلال: فقدان الوزن (إذا كنت تعاني من السمنة) وتجنب التدخين والمشروبات الكحولية والوجبات الدسمة والقهوة في المساء.
كما ينصح بعدم إجهاد نفسك بدنياً قبل الذهاب إلى الفراش، وبالنوم على جانبك بدلاً من النوم على الظهر. وتجنب أيضاً تناول الحبوب المهدئة إن أمكن. فإذا لم تؤد هذه التدابير إلى حل مشكلة انقطاع التنفس أثناء النوم لديك، فعليك اللجوء إلى طبيب مختص.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .