أطلقها ..لا تخشى المخاوف (فكرة عن محاربة القلق)

أطلقها ..لا تخشى المخاوف (فكرة عن محاربة القلق)

 

 

 

 

 

عادة لا يجري القلق مسرى الدم دون توأميّ روحه: الفزع والعجز.

والتشبيه الشهير بأن القلق كالكرسي الهزاز أصاب كبد الحقيقة، فالقلق يبني سجنًا خياليًا يُشعرك بأن القضبان هي من تحميك من الوقوع في الهاوية، ولكن كيف نضع حدًا لعواصف الأفكار؟

 

لو افترضنا جدلا ..؟

 

كما ذكرنا فالقلق هو فزع يصيبك بتوقف تقدمك نحو الأهداف، فيصبح تفكيرك منحصرًا على كل ما تخاف خساراته وكل السيناريوهات التي قد تساهم في هذه الخسارة؛ لكن بدء حوار مع عقلك بعنوان: ماذا لو افترضنا جدلًا؟ سيخرجك من دور الضحية لتجلس على كرسي المُخطط، وبدلًا من الرعب والبكائيات ستدرس السُبل والإمكانيات! والميزة بالتفكير في الفرضيات هي أنها ليست سوى فرضيات، فعقلك سيكون قادرًا على النظر بموضوعية لأنه ليس تحت وطء المصيبة بعد.

 

هل للفكرة فعالية؟

 

مصيبة القلق بأنه يجعلنا نفكر باسوأ الاحتمالات ونتوقف عندها، لكن الفكرة الثورية في العلاج السلوكي هي مجاوزة المخاوف والسؤال: ماذا بعد؟ واذا صارت أش يوقع؟ اش نهايتها؟ وهذه بعض العوامل التي تجعل الفكرة اكثر فاعلية. كبرها تصغر كيف يقول المثل، نتحدث عن الفكرة هنا.

 

– إعادة صياغة المخاوف:

حين نفترض جدلًا وقوع اسوأ مخاوفنا ونسأل أنفسنا ما الذي يعنيه تحقق هذه المخاوف نتيح لعقولنا رؤيتنا بسيناريو مختلف، بمعطيات مختلفة، فلا يصبح جهدنا الذهني متمركزًا حول منع الكوارث من الحدوث ولكن نفكر بسبل التعامل معها لو حدثت.

 

– استعادة الطاقة

التفكير التأملي يخرجنا من دور الضحية ويذكرنا بمقدار القوة التي في أيدينا، والقرارات التي باستطاعتنا اتخاذها، وأننا لسنا بالعجز الذي نتخيله.

 

– خصوبة الخيال و ازدهار الأفكار

التفكير بالإحتمالات وما يترتب عليها يخرجنا من سجن الواقع و القيود لفسحة الخيال و احتمالات النجاح، حياكة القصص من هوايات البشرية الأولى، فالتفكير بقصة أنت بطلها من شأنه أن يبهجك ويغير تصوراتك الذاتية ويجعلك أكثر استعدادًا لمجابهة هذا العالم المضطرب.

 

– المرونة المكتسبة

الخيالات الافتراضية لما من الممكن وقوعه تجعلنا أقل فزعًا وتقلل مقاومتنا للفكرة، فحين تبدو الفكرة ككابوس يكون مجرد عبورها في ذهنك باعثًا للرعب، ولكن محاولة تخفيف حدة السيناريوهات المتوقعة والحديث عن طرق مقترحة لتجاوزها يسهل الحديث عنها ويضعها على طاولة النقاش، فلا تعود الفكرة ذاك البُعبع المنتظر لكنها تصبح مجرد أحد الطرق المتوقعة لسير الأمور.

 

منظور أوسع

 

عندما نتجاوز الرعب بحكمة، نفتح الأبواب لتحقيق النمو الشخصي والراحة النفسية. التغلب على الخوف لا يتطلب منا الشجاعة فقط بل أيضاً تفكيراً عميقاً واستراتيجيات مفيدة في التعامل مع المواقف المقلقة والمخيفة. لأن فهم أصول مخاوفنا ومواجهتها بطرق منظمة تكسبنا قوة وثقة تمكننا من التصدي لتحديات الحياة بصورة أفضل، مما يؤدي إلى تحسين الجودة الحياة. في النهاية، فإن القدرة على مواجهة الرعب وتخطيه بحكمة هي رحلة تحول قادرة على إعطاء معاني جديدة وعميقة لوجودنا.

 

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .