العالم اليوم: منطق القوة والبقاء للأقوى… ماذا بعد؟
رغم مظاهر التقدم والتطور الذي يشهدها عالمنا اليوم، لا يزال منطق القوة هو الحاكم الذي يحدد مصير الدول والأمم. البقاء للأقوى هو الشعار الأبرز لهذه المرحلة، حيث تُغلف الصراعات القديمة بأقنعة جديدة تخفي تحتها ذات النوايا التي حكمت العالم لعقود طويلة. كما أصبحت التكنولوجيا والسياسة والاقتصاد أدوات في يد القوى الكبرى، تُستخدم لتجميل الصورة، بينما يظل الجوهر الذي لا يزال غارقًا في صراعات الغاب.
لطالما قامت الأزمات والحروب التي شهدتها البشرية، من الحروب العالمية إلى النزاعات الإقليمية، كانت دائمًا قائمة على فرض السيطرة بالقوة. كما هو الحال الآن، واليوم يبدو أن العالم على أعتاب مرحلة جديدة، إذ لم تعد الصراعات مقتصرة على القوى العظمى التقليدية. بل باتت دول كانت تُعتبر هامشية تفرض وجودها بقوة متحدية بذلك النظام العالمي التقليدي.
إلى جانب، التوترات المتزايدة بين روسيا وأوكرانيا والاعتداءات الإسرائيلية المستمرة على فلسطين، وصولًا إلى التصعيد مع لبنان وتبعاته جرت إيران وحزب الله إلى المواجهة، جميعها مؤشرات تدل على أن العالم يعيش إرهاصات ملحمة كبرى على الأبواب. ومع التصعيد العسكري والمناورات المتواصلة بين الحلفاء والأعداء يبدو أننا أمام مرحلة من سباق التسلح المحموم، حيث يستعد الجميع إلى الأسوء.
وفي خضم هذا المشهد، تبدو الدول العربية هي الحلقة الأضعف، حيث تئن تحت وطأة الصراعات الداخلية والمخططات الخارجية. ما يُثير القلق أن هذه الدول غالبًا ما تكون ساحة لتصفية الحسابات، وأحيانًا شريكًا غير واعي في تنفيذ مخططات أكبر تتجاوز حدودها. ويبقى الوقت وحده كفيل بكشف حقيقة هذه التحركات، لكن المؤكد أن القادم يحمل الكثير من التحديات التي ستُعيد تشكيل المشهد العالمي من جديد. ما يثير تساؤلات جادة وواقعية وهي كالآتي:
_ ما تأثير التصعيد العسكري بين الدول على استقرار النظام العالمي؟ وهل سيظل منطق القوة هو سيد الموقف في العالم الجديد؟ أم هناك سيناريوهات أخرى؟
_ هل تستطيع الدول العربية التحرر من الاستعمار الضمني واستعادة دورها الريادي؟ أم ستبقى منحصرة إلى ان يأتي دورها في المواجهة؟
Comments ( 0 )