هشام الحو
و هل أدركت سابقًا أن الأشياء المجانية ليست دائما لذيذة ويصل تأثيرها إلى درجة خلق المشاكل ودفع الناس للتدافع في سبيل الحصول عليها؟
إليك الآن كيفية تأثير كل ماهو “فابور” على سلوك المستهلك بـ 3 حيل مختلفة:
– العينات المجانية:
في عام 2007 ، شارك أستاذ للاقتصاد السلوكي في جامعة ديوك – في دراسة بعنوان “القيمة الحقيقية للمنتجات المجانية” طُلب فيها من المشاركين اختيار:حلوى شكلاطة مجانًاأوحلوى فستق بقيمة 14 دولار (وهو منتج يُباع بأضعاف سعر الشكلاطة)وكانت النتيجة اختيار الأغلبية حلوى الشكلاطة المجانية بدلًا من الفستق بمبلغ زهيد..لكن عندما وضع الاستاذ وزملاؤه سعرًا بقيمة 0.01 دولارًا على حلوى شكلاطة وقاموا بزيادة سعر حلوى فستق سنت واحد فقط، اختار أغلب المشاركين حلوى الفستق.
هذا مايطلق عليه “تأثير السعر الصفري”، حيث يبالغ الناس في تقدير الأشياء المجانية ويتخذون قرارات غير عقلانية غالبًا عندما يتعلق الأمر بشيء مجاني.
– حيلة التوصيل المجاني -“فابور” ؟
وفقًا لبعض الاستطلاعات أثناء الحجر الصحي قال أغلبية المشاركين أن خدمة التوصيل المجاني زادت من احتمالية شرائهم منتجًا عبر الإنترنت، واحتلت مرتبة أعلى بكثير من الإغراءات الاخرى مثل التوصيل في نفس اليوم، أو القدرة على رؤية المنتج في صورة ثلاثية الأبعاد.
حتى أن المستهلكين فضلوا توفير نقودهم للحصول على شحن مجاني، مقابل توفير بعض السنتيمات على سعر الشراء ودفع سعر خدمة التوصيل.
كما يقول خبراء الاقتصاد إن شعبية التوصيل المجاني جذابة لسبب آخر هو أن المستهلكين يشعرون بالرضا عن الدفع مقابل منتج ملموس، وأن السعر الإضافي للتوصيل يجعلهم يرون التكلفة الإجمالية “غير عادلة”، وعند إزالة الحاجز “غير العادل” (بجعل التوصيل مجانيًا)، تزداد احتمالية شراء الأشخاص للمنتج. و هي حيلة لترويج السلع الكاسدة بالسوق.
– المحتوى المجاني:
العديد من المواقع الإعلامية لديها قواعد قراءة و فرجة تتمثل بجعل القراء يستمتعوا بوهج الصفقة المجانية بعد قراءة مقالتين أو مباراة كرة مثلًا ثم بطلب مقابل لقراءة مقالات أخرى من خلال الدفع والاشتراك لمتابعة الدوري الانجليزي مثلا.
يدفع حوالي 20% من الأمريكيين مقابل الأخبار عبر الإنترنت، وتتنوع أسباب اشتراكهم، بدءًا من دعم صحفي معين، إلى الرغبة في التقدم في حياتهم المهنية، أو حتى الاعتقاد بأن الدفع مقابل الأخبار هو خير مجتمعي (بالولايات المتحدة طبعا).
لكن القسم الآخر الأكبر الذي لا يدفع ويلجأ للمجاني يخسر المواقع الإخبارية الأعلى جودة. كما أن المواقع المجانية تتضمن الكثير من الإعلانات التي قد تدفعه إلى دفع المزيد من الأموال على المدى الطويل.
الأشياء المجانية دائما ما تجعلنا نتصرف بشكل قد يبدو غير عقلاني، وكل هذا يعود لـ”الوهج الإيجابي” لعدم الاضطرار إلى الدفع.. وفي النهاية: “حاجة الفابور ديما بنينة”.
تعليقات ( 0 )