الوحدة و آثارها النفسية و الجسدية على الإنسان

دنيا الحجاجي 

للعلاقات الإجتماعية دور جوهري في حياة الفرد، تجعله يعيش في سعادة في معاملاته و مساعدته للآخر. و قد أظهرت الأبحاث أن ضرر غياب هذه العلاقات الاجتماعية يعادل ضرر تدخين 15 سيجارة في اليوم. فالروابط الإنسانية ولقاء الأصدقاء والأحبة لا تؤثر على الحد من مخاطر الموت أو الإصابة بأمراض معينة وحسب، بل وتساعد أيضاً على التعافي من الأمراض و تقوية مناعة الإنسان. ويتفق معظم الباحثين في هذا المجال على أن الوحدة هي تجربة عاطفة  تؤثر على صحتنا الجسدية والعقلية. وقد أشارت الدراسات الحديثة إلى أن الشعور بالوحدة يمكن أن يؤثر على وظائف نظام المناعة لدينا، مما يضر بنوعية النوم ويعرضنا لخطر الإصابة بأمراض القلب وضغط الدم وكذلك الخرف. لذلك فإن إدراك التأثير الذي يمكن أن تسببه الوحدة هو الخطوة الأولى للتصدي له.
وتشير مؤسسة “مايند” الخيرية في مجال الصحة العقلية إلى عاملين رئيسيين يمكن أن يتسببا في الشعور بالوحدة: إما أن لا يكون للشخص علاقات اجتماعية، أو على الرغم من كونه محاطاً بالناس، إلا أنه يشعر بأن لا أحد يفهمه أو يهتم به. لذا يُفضل معرفة الحالة بشكل صحيح للعمل على الحل المناسب الذي يناسبها للتغلب على الشعور بالوحدة.وقد أظهرت دراسات أخرى أن تغيير طريقة التفكير قد يكون أسلوباً أساسيا للتعامل مع الشعور بالوحدة. ويتمثل ذلك في التوقف عن التفكير السلبي أو المبالغة في التفكير في الوحدة، والتركيز على الأمور الإيجابية.
ومما لا شك فيه أن الكثير من العزلة تقود إلى الوحدة حتماً، لكن عليك أن تتعلم الاستمتاع بالوقت مع نفسك، فمن الممكن أن يكون ذلك بنفس أهمية النشاط الاجتماعي. اشغل وقتك بهواياتك واهتماماتك مع تقدير المتعة التي توفرها لك هذه الأشياء، ولا تربط سعادتك بالآخرين، مع أهمية تقديرك لذاتك و احترامك لها. 
كما قد يؤنس وحدتك وجود حيوان أليف في حياتك، فامتلاك كلب أو قطة، مثلاً، يمكن أن يساعد في الحد من خطر الموت المبكر، وخاصة لدى من يعيشون بمفردهم والذين يصادف أنهم أكثر المجموعات عرضة لخطر الشعور بالوحدة المنهكة.

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .