تحريض للتغيير : دماغك لا يتحمل عزوفك عن القراءة
رائحة الصفحات الجديدة سحرية، شخصيا لا أمانع في قراءة الكتاب الإلكتروني، ولكنني أفضّل الكتاب الورقي لانه على الأقل يذكرني بضرورة ترك عمودي الفقري مستقيماً.
ولكن من لديه الوقت للجلوس مع كتاب في هذا العالم شديد التشتيت حيث تنتشر وسائل التواصل الاجتماعي، وخاصة ثقافة تقليب الفيديوهات scrolling في كل مكان؟
يقضي الأشخاص البالغون ما يقرب من 2 إلى 3 ساعات يوميًا على الهواتف الذكية والتلفزيون.
بالنسبة لنا نحن من نكتب لكم، الحافز الذي يدفعنا للكتابة أكثر من مجرد تشجيع مجتمع لا يقرأ.
قبل متابعة هذه المقالة، تحقق من وقت استخدامك للشاشة. سوف تتفاجأ عندما تعلم مقدار الوقت الذي تضيعه يوميًا بعدم القيام بأي شيء على هاتفك الذكي باستثناء التمرير العشوائي.
ماذا لو خصصت بعضًا من هذا الوقت للكتب؟
اليوم سأشارككم كيف يمكن للقراءة أن تفيدكم.
فقبل بضعة أشهر، كتبت مقالاً عن تأثير القراءة على فهمنا للأوضاع المحيطة بنا، وقد انتشر على نطاق حاولنا فيه التحريض للتغيير و التوجه نحو الثقافة و مشاركة الإهتمامات المجتمعية، يبدوا أننا لم نوفق لأن حملات تمويل التفاهة اقوى من أي حراك مجتمعي لتبني ثقافة القراءة و المكتبات، لا بأس. فالتغيير يبدأ من الفرد. سنتحدث لك اليوم عن تأثير القراءة على دماغك.
كيف تؤثر القراءة على دماغك؟
لا تزال القراءة تلعب دورًا رئيسيًا في تطوير وتحفيز الدماغ بشكل ملحوظ. وقد أثبتت العديد من الدراسات العلمية تأثيرها الإيجابي على نمو الدماغ ووظائفه. في هذا المقال، سنتناول كيف تؤثر القراءة على الدماغ من جوانب متعددة.
1. تطوير القدرات اللغوية:
عندما نقرأ، نقوم بتفاعل مع المفردات والبنية اللغوية والنحو. هذا التفاعل يحسن من مهاراتنا التواصلية، بما في ذلك التحدث والكتابة والاستيعاب الفهمي. القراءة المتكررة تسهم في زيادة عدد الكلمات التي نعرفها ونفهمها، مما يعزز اتصالنا بالآخرين ويجعل التعبير عن الأفكار أكثر سلاسة وسهولة.
2. تحفيز النشاط العقلي:
القراءة تعتبر تمرينًا فعّالًا للعقل. عند قراءة النصوص، يقوم الدماغ بعملية تفسير المعلومات وتحليلها وربطها بتجاربنا السابقة. هذه العمليات تساهم في تعزيز القدرات التحليلية والتفكير النقدي. وبمرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه التمارين إلى تحسين الذاكرة ووظائف التفكير العليا.
3.توسيع المعرفة و الثقافة:
من خلال القراءة، يمكننا اكتساب كم هائل من المعلومات والمعرفة عن مختلف المواضيع، سواء كانت علمية، تاريخية، أدبية، أو ثقافية. هذا التوسع في المعرفة يمكّننا من النظر إلى العالم بزاوية أوسع وفهم أعمق. كما أن الشخص المطلع والمثقف يكون أكثر قدرة على التكيف مع التغيرات والمستجدات في الحياة.
4. تقليل التوثر و التحفيز العقلي:
القراءة، خاصة إذا كانت في أوقات الاسترخاء، يمكن أن تكون وسيلة فعّالة لتقليل التوتر. تعزز الكتب المريحة والمحفزة عقليًا، مثل الروايات والكتب الذاتية، الشعور بالراحة العقلية ويمكن أن تساعد في تقوية الجهاز العصبي. وبفضل هذه الفوائد، يمكن للقراءة أن تلعب دورًا في تحسين صحة الدماغ على المدى الطويل.
5.التحفيز العاطفي و الخيال:
القراءة تسمح لنا بالانغماس في عوالم مختلفة وتجربة الحياة من منظور شخصيات أخرى. هذا التحفيز العاطفي يمكن أن يزيد من التعاطف ويفتح آفاقًا جديدة للخيال والإبداع. من خلال قصص الشخصيات، نتعلم كيفية التعامل مع المشاعر وفهمها بشكل أفضل.
منظور أوسع
يمكن للقراءة أن تكون أداة قوية لتعزيز صحة الدماغ وتحسين وظائف الأعضاء الأخرى. من تطوير المهارات اللغوية وتحفيز النشاط العقلي إلى تقليل التوتر وتوسيع المعرفة، تلعب القراءة دورًا محوريًا في حياتنا. من خلال جعل القراءة جزءًا منتظمًا من حياتنا اليومية، يمكننا عبرها تعزيز صحة دماغنا والوصول إلى إمكاناتنا الكاملة دون محفزات أخرى مصطنعة.
Comments ( 0 )