جديد قرارات ترامب:
إلغاء وزارة التعليم !؟
قرر دونالد ترامب من جديد إثارة الجديد، بإلغاء وزارة التعليم الأمريكية، قرار يأتي كجزء من رؤيته السياسية التي أعلن عنها خلال حملته الانتخابية، والتي تهدف إلى تقليص دور الحكومة الفيدرالية وإعادة السلطة إلى الولايات.
20 مارس 2025، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا يهدف إلى تفكيك الوزارة ونقل مسؤولياتها إلى الولايات، وهو ما يتماشى مع موقفه الذي طالما عبّر عنه بأن الوزارة تمثل عبئًا بيروقراطيًا ولا تحقق أهدافها في تحسين جودة التعليم.
ترامب يرى أن الولايات المتحدة تنفق مبالغ ضخمة على التعليم مقارنة بدول أخرى، لكنها تحتل مراكز متدنية في التصنيفات العالمية لجودة التعليم. في تصريحاته، أشار إلى أن إعادة السيطرة على التعليم إلى الولايات ستعزز الكفاءة وتمكّن المجتمعات المحلية من تلبية احتياجات الطلاب بشكل أفضل. هذا القرار يندرج ضمن برنامجه “Agenda47” ويدعمه الحزب الجمهوري الذي تبنى هذا الهدف منذ فترة، بالإضافة إلى مبادرة “مشروع 2025” التي تسعى لإعادة هيكلة الحكومة الفيدرالية.
لكن القرار يواجه تحديات كبيرة. فبينما يستطيع ترامب توجيه الوزارة لاتخاذ خطوات تحضيرية عبر الأمر التنفيذي، فإن الإلغاء الكامل للوزارة يتطلب موافقة الكونجرس، وهو أمر قد يكون صعبًا بسبب المعارضة السياسية من الديمقراطيين وبعض الجمهوريين. خلال ولايته الأولى، حاول ترامب دمج وزارتي التعليم والعمل دون نجاح، مما يشير إلى العقبات التشريعية التي قد تعترض هذه الخطوة.
من ناحية أخرى، أثار القرار مخاوف في الأوساط التعليمية. منتقدون، مثل بيكي برينغل رئيسة الجمعية الوطنية للتعليم، يحذرون من أن إلغاء الوزارة قد يؤدي إلى تقليص الدعم للطلاب المحتاجين، وزيادة التفاوت في جودة التعليم بين الولايات، وإضعاف الحماية المدنية للطلاب ذوي الإعاقة. كما أن الوزارة تشرف على برامج مثل قروض الطلاب والتمويل الفيدرالي للمدارس، مما يجعل تفكيكها عملية معقدة.
في المقابل، يرى مؤيدو القرار أنه سيخفف من الإنفاق الحكومي “المهدر” ويعطي حرية أكبر للولايات في تصميم أنظمة تعليمية تناسب احتياجاتها. حتى الآن، بدأت الوزارة بالفعل في تقليص عدد موظفيها، حيث عُرضت حوافز مالية للاستقالة الطوعية، مما يشير إلى أن الإدارة جادة في تنفيذ هذه الخطة.
باختصار، القرار يعكس رؤية ترامب لتقليص الحكومة الفيدرالية، لكنه يبقى محاطًا بالجدل والتحديات القانونية والسياسية، وسيكون مصيره مرهونًا بمدى قدرته على حشد الدعم في الكونجرس.
Comments ( 0 )