هشام الحور
بدلًا من كتابة روايات جاسوسية عن الحرب لن يقرأها أحد، أو التعليق العشوائي في منصات التواصل على أحداث ميدان الاجتياح الروسي، شغلت مجموعة كبيرة من مستخدمي الإنترنت وقت فراغها بتجميع و تحليل، وتوزيع معلومات استخبارية عن حرب روسيا وأوكرانيا،بالاعتماد على تقنية ستارنيكس (خدمة الأقمار الصناعية) التي وفرها الملياردير الأمريكي الون ماسك.
و تكمن قصة هؤلاء المُدونين في اعتمادهم على مصادر المعلومات المفتوحة عبر متابعتهم الدقيقة لما يقال على وسائل التواصل و ماينشر في صور الأقمار الصناعية، وأي معلومات أخرى مفتوحة للعامة، فقد اضافوا عنصرًا مهمة لقصة الحرب، وقد يكونوا في طريقهم لتغيير كيفية تأريخ هذه الحرب التي لن تكون تقليدية كسابقاتها.
حتى قبل بداية هذه الحرب، قام الكثير من الباحثون حول العالم بفتح اعداد كبيرة من البيانات (DATA) للعامة عمّا يحدث في ميدان الحرب خاصة على حدود التماس. تسمى هذه البيانات معلومات استخبارية مفتوحة (Open Source Intelligence أو OSINT).
و كمثال واقعي لما يحدث على الانترنيت: كشف مستخدمو الإنترنت قرار روسيا التحرك باتجاه أوكرانيا قبل ساعات من إعلان الرئيس الروسي لـعملية عسكرية خاصة ،وشاركوا هذه المعلومة عبر تويتر.
كيف فعلوا ذلك ؟!أحد الباحثين قارن ازدحام السيارات على خرائط Google بالقرب من الحدود الأوكرانية الروسية، بصور معدات عسكرية اكتشفها مستخدم إنترنت ثاني بتحليله لفيديو من تيكتوك على الأرض يشير إلى أن الجيش الروسي بدأ في سد الطريق الساعة 3:15 صباحًا.وبالطبع لم تستخدم المركبات الروسية خرائط غوغل، ولكن كمية المستخدمين العاديين الذين تأثروا بإغلاق الطريق وضحت وجود الازدحام بخط أحمر على الخريطة.
كما أن هؤلاء الباحثين استطاعوا التحديد و بدقة مواقع المعارك المصورة في وسائل التواصل المنتشرة، وسجلوا المعدات العسكرية المتروكة، وقاطعوا الاتصالات اللاسلكية. أما أحد المراهقين في الجامعة استطاع الإبحار في بيانات الطيران على ADS-B Exchange ليعرف ويشارك مواقع الطائرات الخاصة الروسية.
كما أن هذه المعلومات لا تبقى موجهة لعامة الجمهور فقط ،فقد أوضح أحد الخبراء أن مثل هذه المعلومات تصل لمكاتب المسؤولين الرئيسيين في الناتو NATO : “المعلومات المفتوحة هي جزء كبير من مهمتهم، ولكن اليوم لا توجد ضرورة لتوظيف شبكة كبيرة من الجواسيس، لأن الكثير من المعلومات أصبحت متوفرة، ومجانًا”
الخلاصة من كل هذا تطفوا على السطح و مفادها أن انتشار وسائل التواصل مع تطور و دقة تصوير الأقمار الصناعية، تسبب في الدور الكبير للمعلومات الاستخبارية المفتوحة الآن وبعض حسابات هذه التحليلات جمعت مئات آلاف المتابعين من عامة الجمهور و الاستخبارات العسكرية حتى الآن ،ما يؤكد تحليل مجموعة من الخبراء على أن حرب السلاح في هذه الأزمة لن تكون حاسمة في فض النزاع
Comments ( 0 )