فلسفة الجمال و نظريات الفن بمنظور عبد العلي معزوز

فلسفة الجمال و نظريات الفن بمنظور عبد العلي معزوز

بعنوان ( فلسفة الجمال ونظريات الفن نحو إستتيقا معاصرة ) أصدر الكاتب المغربي الدكتور عبد العالي معزوز إصدار عن دار النشر منتدى المعارف ، وقد عرض هذا الكتاب بالمعرض الدولي للكتاب الدورة 28 الذي أقيم بالرباط .
يروم الكتاب “تتبع تطور فكرة الجمال فلسفيا وتاريخيا، وطرح استفهامات وتساؤلات، وصَوْغ إشكاليات متعلقة بمقولة الجمال، واستعراض سياقاتها في متون الفلاسفة ونصوصهم، دون إغفال مقالات وأطروحات الآراء العامة في الموضوع ” .
وحاول د.عبد العالي معزوز من خلال هذا العمل الإجابة عن مجموعة من التساؤلات تندرج ضمن ثلاث إشكلات رئيسية ” الإشكال الأول يتبدى للحس السليم، ويتمثل في البحث عن تعريف ماذا يقْصَد بالجميل، وما علاقتنا به، وما حاجتنا إليه، وما الداعي له، وما ضرورته، ومن أين ينبع تعطشنا للجمال؟”، وقد أضاف أن هذه الأسئلة جديرة ب ” أن تفتح لنا أفقا واسعا لمعرفة رحابة المفهوم وتعددَ أبعاده، وتعقيد علاقاته بشكل يبْعِدنا عن الفهم البسيط والساذج لمقولة الجمال”
أما الإشكال الثاني فيتعلق ب”علاقة الجمال بالفن، وهل من الضروري أن يكون فنيا، وإذا قبلنا بذلك فأين نضع الجمال الطبيعي، أليس هو أيضا نوع من الجمال، وما العلاقة المركبة بين الجمال والفن؟”؛ فيما يتعلق الإشكال الثالث ب“علاقة الجمال بالسياسة وبالاجتماع الإنساني، وبدائرة الفعل والأخلاق، وأي وشائج بين الجمال والفن وفلسفة التاريخ، بل والتاريخ والطوبى؟ ما علاقة الجمال والفن بالفلسفة؟ وماذا عسى أن يضيف للفلسفة وماذا عسى للفلسفة أن تضيف للفن؟”.
كما يحمل الكتاب رؤيا د.معزوزي للجمال إذ يقول أن ” الحدس الأولي بالجمال أحسن توزيعا وعدلا بين الناس، أما الفوارق في الذوق ورهافة الحس فتنشأ فيما بعد؛ وأكثر من ذلك لكل إنسان الحق في الاستمتاع بالجمال مثل حقهِ في الإنصاف والعدالة وباقي ما يترتب عنها من حقوق؛ فضلا عن ذلك، الجمال محررٌ للإنسان ومخلصٌ له من التبعية والاسترقاق ” وأضاف“إذا اتفقنا على أنه من الفن يستمَد الشعور بالجمال، فلا يوجد اتفاق في تعريف الجمال والفن معا، وهنا تتعدد المسالك، وتختلف الطرق: فمِنْ قائلٍ بأن الفن رأي ورؤية، وأن الرؤية مرآة تعكس العالم وتكَثفه على مستوى اللوحة ميرلوبونتي، إلى قائلٍ أن الفن هو جمال المظهر، وبأن الشكل أكثر حقيقة من الشيء ذاته كانط”.
كما أثبت لإكتشاف الجمال صعوبته بالقول أن “ما ينبغي الانتباه إليه في البداية هو أن اكتشاف الجمال أمر صعب، ومهِمةٌ عسيرة رغم ما تبدو عليه من يسر وسهولة، ومهما كان الجهد المبذول للوصول إليه، فإن محاولة البحث تستحق المجازفة”، مضيفا أن “الجمال، بخلاف مشكلات أخرى، هو أصعبها نظرا لما يحيطه من لغز وما يسببه من حيرة”.