في حوار لها مع المنظور بريس حول التفكير الإيجابي, الكوتش نعيمة الورزازي تتكلم عن إيجابيات الإيجابية و سلبيات السلبية

دنيا الحجاجي

يساعد التفكير الإيجابي في التعامل مع ضغوطات الحياة و تحسين جودة صحة الإنسان النفسية و الجسدية. و ذلك بمحاولة التغلب على الحديث السلبي و الإبتعاد عن كل الأحاسيس السلبية كاللوم و جلد الذات و الخوف و غيرها. فالتفكير الإيجابي يمكن الفرد من التعامل مع نفسه ومع الآخرين بعيدا عن الأحكام الجاهزة.

و قد وضحت نعيمة الورزازي أن الإيجابية لا تعني التفاؤل بمفهومه الضيق، بل هي التعلم من التجارب بعيدا عن الفشل كمفهوم سلبي قد يكبح طموحات الإنسان. فالإيجابية هي أيضاً التعامل الإيجابي مع الذات و مع الآخر, كما تشير أنه علينا تقبل الذات و تقبل الآخرو الإنفتاح عليه. و قد أعطت الكوتش  أمثلة عن التفكير الإيجابي, كأن ترى شخصا فتجده ينظر إليك, فتقول ربما أذكره بشخص. هذا يعني أنه يجب دوما وضع مبررات للآخرين دون سوء الظن بهم.

كما أسست الكوتش  الورزازي  مدرسة الآباء سنة 2014  بمدينة الرباط و الأول من نوعها  بالمغرب ، مؤكدة أن “أحسن شيء تهديه لأبنائك هو أن تكون سعيدا”. و بذلك تؤكد أن الإيجابية هي القدوة الحسنة التي

يربيها و يزرعها الآباء في أبنائهم. فلا نشحن أبناءنا بالأحاسيس السلبية  و التي تهز من شخصيتهم.

كما بينت أن على الفرد معرفة إيجابيات الإيجابية و سلبيات السلبية, خاصة و أنه قد يغوص في السلبية دون إدراكه لذلك  نظرا لطبيعة الدماغ الفيزيولوجية, و الذي يحتوي على منطقة تسمى بالدماغ البدائي و تقوم بحماية الفرد من أجل توازنه. ثم منطقة ثانية تعرف باسم الجهاز الحوفي. هذا الأخير يتعامل مع وظائف أكثر تعقيداً بما في ذلك السلوكيّات العاطفيّة. و في الأخير المنطقة الثالثة في الدماغ هي العقلانية و تمكن الإنسان بالتفكير بوعي. و فهمنا لتركيبة الدماغ البشري يجعلنا نكتسب مهارات و تقنيات للتعامل مع هذه الأنظمة بوعي.

ثم أشارت إلى الإيجابية الروحانية و التي تجعل الفرد يعتقد دوما الخير و أن الله سبحانه و المبدع و الخالق لا يخلق إلا الخير في هذه الحياة. و التفكير في الإيجابية لا يتأتى أيضا إلا عن طريق التأمل و ذلك لتوسيع الإدراك, كما أكدته الكوتش.

 و في الأخير, نظرتنا للحياة هي التي تحدد طريقة تفكيرنا, إذ يجب الإمعان و الرجوع إلى ذواتنا للبحث عن كل ما يزعجنا بالفعل و كل ما نرتاح له.