كورنيش الموت يستقبل فتاة أخرى بمُقتبل العمر

كورنيش الموت يستقبل فتاة أخرى بمُقتبل العمر

 

 

 

 

لم يرسو الرأي العام بأسفي حتى اليوم على بر آمن حتى يستطيع تفكيك و فهم ظاهرة الانتحار التي يروح ضحيتها غالبا فتيات في مقتبل العمر على حافة كورنيش الموت، كورنيش أمون، الذي لم يسعف الساكنة مهلة نسيان فتاة الباكلوريا التي انتحرت بسبب تحرير محضر الغش ضدها حتى انتشر خبر انتحار فتاة أخرى يوم 30 يناير الذي صادف علو الموج على الصخور التي سقطت عليها ضحية اليوم.

 

لم يستطع أي تحليل او دراسة حتى الآن تحديد العامل المشترك الذي يدفع الفتيات في حاضرة المحيط الى اختيار الموت بهذه الطريقة في مقتبل العمر.

 

هل أصبحت ظاهرة انتحار الفتيات في مدينتنا الساحلية خيارا لا مفر؟ أم أن اختيارهنّ تحديدًا لحافة الكورنيش مكانًا لإنهاء حياتهن إشارة إلى نقص ما بالمجتمع. لقد أصبح هذا التساؤل موضوعًا بالغَ الدقة والحساسية وسط الحشود التي تتجمهر بعد كل حادث انتحار خلف الكورنيش و خلف شاشات النقل المباشر.

 

لقد أصبح السلوك الغريب الذي تنهجه الفتيات في أسفي يشير أكثر من أي وقت سبق إلى وجود مشاكل عميقة تستدعي التحليل والبحث لفهم أسبابها ومعالجتها.

 

لا يمكن الجزم بالأسباب بشكل قاطع دون دراسات معمّقة، إلا أنه يمكن افتراض بعض العوامل المحتملة و التي تشير في مجملها إلى الضغوط النفسية والاجتماعية التي تعاني منها الأسر إلى حدود المدرسة، العلاقات الاجتماعية، و حتى ضغوط المجتمع المتعلقة بالصورة المثالية للمرأة الشابة. قد يكون شعورهنّ بالعزلة عاملاً مساهمًا.

 

ربما يحتاج منا الأمر المزيد من الجرأة لتحليل مكامن الخلل!

 

حتى ذلك الوقت لا تزال سهولة الوصول إلى مكان معزول يوفر الكورنيش كغيره من الحدائق من بيئة معزولة نسبيًا عن التنمية المنشودة. مرافق التي لا تزال تتسم بصبغة العشوائي مثلها كباقي الفضاءات المفتوحة في المدينة و التي أصبحت محل شبهة تسيير بدل فضاء لتوفير الراحة،مما يجعل الوصول إليها أسهل للذين يفكرون في الانتحار أو استدراج اليافعين للممارسات المدمرة وسط انتشار المخدرات بانواعها.

يُمكن أن يكون هذا عامل حافزًا إضافيًا للتفكير في الهجرة أو سلوك الجريمة لمن استطاع إليهما سبيلاً، خاصةً في حالة عدم وجود دعم كافٍ أو خدمات نفسية متاحة اينما وليت وجهك، شباب تحت الضغط.

 

تأثير المحيط أيضاً، قد يكون هناك تأثير تقليدي أو ثقافي معين يساهم في تفضيل الكورنيش كمكان للانتحار، بعد ضياع المحيط الأسري و المجتمعي لفتيات أسفي ،فانتشار حالات انتحار سابقة في نفس المكان اصبحت تُشكل نموذجًا يُقلّده البعض أمام غياب الدعم النفسي مقابل التهديد.

 

يُعدّ نقص الوعي بأهمية الصحة النفسية، وقلة الموارد المتاحة لدعم الأفراد الذين يعانون من مشاكل نفسية، من العوامل الرئيسية التي تُفاقم المشكل.

 

من سيتخد خطوات جادة للحد من هذه الظاهرة!؟

 

لماذا لم نستطع بعد رفع مستوى الوعي بأهمية الصحة النفسية في مدارسنا، على الأقل حتى التعرف على علامات الاكتئاب أو الأفكار الانتحارية.

 

أليس توفير الدعم النفسي و زيادة الوصول إلى خدمات الصحة النفسية وتوفيرها مجانًا أو بتكلفة منخفضة، حق! ام أن حال مستشفى الامراض العقلية بالمدينة و حالها لا يسمحان بالتفاتة للشباب.

 

إنّ التعاون بين مختلف الجهات، من مؤسسات حكومية ومنظمات أهلية وأفراد المجتمع، يُعتبر ضروريًا للتصدي لهذه الظاهرة الخطيرة وحماية حياة الفتيات. إنها مسؤولية جماعية لخلق بيئة داعمة، تُساعد على بناء مجتمع أكثر صحة و كورنيش يليق للاحتفال بالحياة.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .