مفاهيم ناشئة..”مكانك بين الناس”

مفاهيم ناشئة..”مكانك بين الناس”

 

 

 

المال يشري الطريق في البحر ، المال يا الموّال، يا لي إليه الكُل مَال، نميل إليه ولا نسقط!؟ قد تكون سمعت من قبل أن المال لا يشتري السعادة، لكن هل تساءلت يومًا عن دور الدخل في تحديد شعورك بالرضا وبحثك عنه؟ هل يرضيك؟ هل يكفيك ؟

هنا تأتي “فرضية الدخل النسبي” لتكشف كيف نقارن دخلنا بدخل الآخرين وكيف نُؤثر، وكيف يؤثر ذلك على قراراتنا المالية وحتى أسلوب حياتنا.

تخيل أن لديك 10 قطع حلوى. إذا كان أصدقاؤك لديهم 5 قطع فقط، ستشعر بالسعادة! لكن لو كان لديهم 20 قطعة، قد تشعر بالحزن، حتى لو كان لديك 10 قطع. هذا يشبه فرضية الدخل النسبي: سعادتك بمالك تعتمد على كمية الحلوى لدى الآخرين من حولك، وليس فقط على كمية الحلوى التي لديك أنت.

 

سنبتعد عن الحلوى الآن، لنقترب أكثر من محيطك، فرضية الدخل النسبي تقول إن إحساسك برضاك المالي يعتمد على مقارنة دخلك بدخل الأشخاص حولك، وليس على الرقم نفسه. بمعنى، لو كنت تعيش في حي أغلب سكانه من (الطبقة الوسطى) إن وجدت، فإن دخلك الذي يعتبر عاديًا قد يجعلك تشعر بالراحة. ولكن، إذا انتقلت إلى حي مليء بالرفاهية والسيارات الفارهة و الكلاب المدربة، فجأة، قد يبدو دخلك غير كافٍ، رغم أنه لم يتغير.

 

كيف تظهر الفرضية في محيطك!؟

الفرضية تبرز بشكل واضح خلال المناسبات الاجتماعية، مثلًا:
لما تبدأ مقارنة نوع سيارتك بسيارات جيرانك أو زملائك في العمل، قد تندفع لشراء سيارة أفخم، ليس لأنها ضرورية، بل لأنك تريد أن تكون مواكباً لمستواهم حتى لا يظهر ميلانُك أو ربما سقوطك في أعينهم.

أو لما تقرر إنجاز حفل زفاف ضخم، ليس لأنك ترغب بهكذا حفل، بل لأنك ترى أن أغلب الناس يفعلون ذلك أو محاولة أن يحدوا حدوك.

هذه المقارنات يمكن أن تدفعك إلى قرارات مالية غير مدروسة، مثل الاقتراض أو الإنفاق على المظاهر و التمظهرات، مما قد يؤثر على قدرتك على الادخار والاستثمار، تُعجل بسقوطك!

كيف تتجنب المقارنات و السقوط في الفِخاخ!؟

اسأل : “هل اللي يملكونه الناس هو اللي يناسبني؟ أم مجرد شيء أعتقد أنه ضروري بسبب المقارنات؟”
خطط لمصاريفك و استثماراتك بناءً على أهدافك، مثل: شراء بيت، تعليم أطفالك، أو التقاعد المبكر.

السعادة ليست بالضرورة مرتبطة بامتلاك كل شيء. أحيانًا البساطة تكون مصدر راحة.
بدل مقارنة نفسك بالآخرين، لا تحاول إثارت اهتمامهم، قارن وضعك الحالي بما كنت عليه قبل سنة، خفف من الحديث عن مثابرتك.
قد تجد في محيطك أصدقاء أو أقارب يركزون على الادخار والاستثمار بدلاً من المظاهر. استلهم منهم.

 

منظور أوسع

من الطبيعي أن نرى مال الآخرين، لكن علينا الحذر! لا تدع مقارنة نفسك بغيرك تدفعك لشراء أشياء لا تحتاجها. ركز على أحلامك الخاصة، وخطط لمستقبلك باستخدام مالك بحكمة. قيمة مالك الحقيقية ليست في امتلاكك أكثر من غيرك، بل في كيفية استخدامك له لبناء مستقبل سعيد!

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .