الحكومة الهندية تطلق شبكة مفتوحة للتجارة الالكترونية (التفاصيل)

هشام الحو

قد تجد منتجًا في أحد المواقع المغربية بـ 500 درهم، ومع تكلفة توصيل 30 درهم. والمنتج نفسه على أمازون بـ 430درهم مع توصيل مجاني، لكن التوصيل المجاني موجه لمنخرطي برايم فقط.
ليحضر السؤال: هل هذا المنتج موجود في أحد اسواق المدينة؟

الهند لديها الحل لتعرف الإجابة من موقع واحد فقط. بعد أن أُطلقت مبادرة من الحكومة الهندية اسمها الشبكة المفتوحة للتجارة الرقمية (ONDC أو Open Network for Digital Commerce) ستتوسع من خمسة مدن حاليا إلى 100 مدينة نهاية هذا الشهر.
تعاليق المعجبين بهذه الفكرة تقول أنها ستمثل ثورة في التجارة الإلكترونية خاصة بالهند حيث يبلغ السوق الداخلي مليار نسمة.

و بما أن التسوق الإلكتروني في الهند محتكر من شركتين: أمازون و فليب كارت (شركة مملوكة لوول مارت).
تتحكم الشركتان اليوم في أكثر من %60 من نسبة التجارة الإلكترونية في السوق الهندي، ويمكنهما سحق أي منافس جديد بالسوق.

المبادرة الهندية الجديدة ONDC لن تنافس أمازون، لكنها شبكة يمكن لأي تاجر أو موقع أو منصة حتى أمازون المشاركة فيها، و تهدف إلى جعل المنافسة عادلة للأنشطة الناشئة في التجارة الإلكترونية و البيع بالتجزئة و السفر و خدمات التوصيل وغيرها:

كيف يستفيد المشترون؟ 

سيتمكنون من شراء كل منتجاتهم على منصة واحدة. عبر موقع تجد فيه كل منتجات أمازون، نون، أوبر.
و وجود جميع هؤلاء المنافسين على منصة واحدة سيجبرهم على التنافس على الأسعار بشكل أكبر مما يفيد المستهلك. كما أن المنصة ستفصل الشحن عن المنتج، مما يسمح للمشترين باختيار شركة التوصيل بأنفسهم.

كيف يستفيد البائعون؟ 

سيظهرون على شبكة ضخمة عمولتها منخفضة. العمولات بالطبع جعلتها السلطات منخفضة بـ %3 وهي عُشر العمولة التي عادةً ما يخسرها البائع عندما يعرض منتجا أو خدمة في أحد المواقع الإلكترونية الكبرى.

و يعتقد كبير الخبراء بالمنصة الجديدة ناندان نيليكاني أن هذه الشبكة ستعطي العالم لمحة حول مستقبل التجارة الإلكترونية المفتوحة و الخالية من احتكار الشركات الكبرى، وستفتح المجال للتعاون المفيد للجميع Win Win: للشركات والمجتمع. لو تم تطبيق مثل هذه المبادرات سيتمكن البائعون من الظهور أمام عددٍ أكبر من العملاء بدون الاضطرار لصرف ميزانيات ضخمة للتسويق على جوجل او ميتا أو أمازون، وبدون خسارة نسبة كبيرة من سعر البيع للمنصة.

لكنها فرصة لا يمكن تطبيقها إلا إذا آمن صانعو القرار بفائدتها ودعموا إنشاءها بقوة و ايمان. هذا ما حدث في الهند ولكن قد يكون من الصعب أن تطبق في المغرب مثلًا بسبب ضعف القدرة الشرائية و صبيب الانترنيت الضعيف و تكلفته العالية و المخاوف التي لا تزال تحوم حول هذه الأنشطة الاقتصادية.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)