رئيس مجلس النواب يدعو إلى التعاون الإفريقي للدفاع عن قضايا القارة في مختلف المجالات

قال الطالبي العلمي رئيس مجلس النواب، يومه الخميس يونيو الجاري، في كلمة خلال الجلسة الافتتاحية للدورة الـ 28 للجمعية الجهوية الإفريقية التابعة للجمعية البرلمانية للفرانكفونية التي يستضيفها البرلمان المغربي، إن وحدة الأفارقة بصفة عامة وأعضاء الجمعية البرلمانية للفرانكوفونية بصفة خاصة، ستمكن من الدفاع بفعالية عن القضايا الإفريقية، وحشد التضامن الدولي ضد النعرات القومية، ووضع حد لإقصاء بعض الشعوب والمناطق من الاستفادة من مزايا التقدم.
على هذا الأساس، أشار رئيس مجلس النواب أن الجمعية الجهوية الإفريقية نجحت في لم شمل برلمانيي الفضاء الفرنكوفوني ومنحهم مساحة للنقاش حول كل ما يوحدهم وتقريب وجهات نظرهم، مسجلا أن “هذه الوصفة مكنتنا، منذ 1967، من الدفاع عن قيم الحق في الاختلاف والتعايش السلمي والتضامن وحقوق الإنسان في أبلغ تجلياتها، وذلك من انطلاقا من مرجعية لغوية مشتركة”.

وأضاف العلمي، “إننا بحاجة أكثر من أي وقت مضى إلى التحلي بتضامن حقيقي، بالنظر إلى السياق الذي نعقد فيه هذه الدورة، والذي يتسم بأزمة عالمية ثلاثية الأبعاد، صحية واقتصادية ومناخية”، مبرزا أن تداعيات هذه الأزمة تضع الإنسانية جمعاء على المحك، وخاصة الشرائح الأكثر هشاشة، والتي ينتمي جزء كبير منها للقارة الإفريقية.

ومشدد المتحدث نفسه على ضرورة التشبث بالقيم الأساسية للجمعية البرلمانية للفرانكفونية، والمتمثلة في الديمقراطية واحترام دولة القانون والمساواة بين الجنسين وحقوق الإنسان، والتحلي بإرادة ملموسة وثابتة وفعالة من أجل التعاون الإفريقي.

وبعد أن أكد على أن منطقة التبادل الحر القارية الإفريقية تعتبر آلية فعالة لتحقيق الاستفادة القصوى من إمكانات القارة، شدد السيد الطالبي العلمي على أن من شأن التفعيل الحقيقي لهذه المنطقة أن يعزز التجارة الداخلية بالقارة ويحفز النمو المستدام لفائدة إحداث فرص الشغل للشباب وتمكين النساء، داعيا الأطراف الفاعلة بالمنطقة إلى توحيد جهودها لمتابعة واستكمال تفعيل هذا المشروع.

كما أكد أن المساواة بين الرجال والنساء تعد رافعة للتنمية وشرطا أساسيا لتأسيس مجتمعات سلمية وشاملة وقادرة على الصمود، مشددا على ضرورة ضمان ولوج النساء والفتيات إلى التعليم، وتكافؤ الفرص في الوصول إلى العمل ومناصب المسؤولية على جميع المستويات.

ونوه في هذا السياق إلى أن المملكة، ووعيا منها بالعلاقة القوية التي تربط المساواة بين الجنسين والتنمية، وتماشيا مع إرادة صاحب الجلالة الملك محمد السادس، وضعت المساواة وتمثيلية النساء في مناصب المسؤولية على رأس أولويات إصلاحاتها الكبرى.

من جهة أخرى، أكد رئيس مجلس النواب على أولوية القضايا البيئية بالنسبة للقارة الإفريقية، مبرزا أن القارة تعد الأقل إصدارا للانبعاثات الغازية على مستوى العالم، ومع ذلك، فإن تنمية السوسيو-اقتصادية عرضة لتهديد حقيقي بسبب أزمة المناخ، مشيرا إلى أن تداعيات التغيرات المناخية على القارة تذكر بالحاجة الملحّة لمكافحة الاحتباس الحراري وتنفيذ استراتيجيات مسؤولة ومستدامة قادرة على المساهمة في الحد من الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري.

وأكد أن المغرب، الذي استضاف مؤتمر كوب 22، يواصل التزامه الراسخ بحماية البيئة، حيث وضع أهدافا طموحة وأحرز تقدما كبيرا في مجال تطوير الطاقات المتجددة، داعيا إلى التحلي بالتفاؤل والنظر إلى هذه الأزمة المتعددة الأبعاد باعتبارها فرصة لإعطاء معنى جديد للتعددية والتضامن الدولي، وهي مبادئ تقع في صلب عمل الفرنكوفونية.

وتعتبر الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية التي تم إحداثها في ماي 1967 بلوكسمبورغ منتدى للحوار وتقديم المقترحات وتبادل المعلومات والتجارب حيث تضم في عضويتها عدة شعب برلمانية موزعة على القارات الخمس.

جدير بالذكر أن البرلمان انضم المغربي إلى الجمعية البرلمانية للفرنكوفونية سنة 1979، واحتضن أشغال بعض دورات الجمعية الجهوية لإفريقيا (الدورة ال 19 سنة 2011، والدورة ال 25 سنة 2017، والدورة ال 27 سنة 2019).

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)