سُم بيئة العمل …  خطر على المؤسسات و الوظيفة.

سُم بيئة العمل …  خطر على المؤسسات و الوظيفة.

 

لم تعد نصائح الموازنة بين اكراهات العمل و الحياة الخاصة مجرد نصائح حالمة وفلسفات شخصية يمكن تجاوزها بحصص الكوتشنغ و قراءة الكتب الحالمة، فحسب التقارير الطبية الأخيرة فإن بيئة العمل السامة و التي تزداد سميتها يوما بعد يوم بسبب توالي الأزمات قد تزيد فرص إصابتك بالسكتات القلبية وانهيار صحتك النفسية و علاقاتك الحميمية على حد السواء.

خطر كبير يداهم الموظفين و اصحاب المهن الحرة أيضا.

هذه المرة ليست مجرد نصيحة طبية.. بل هو تحذير شديد اللهجة وجهه كبير الأطباء الجراح فيفك مورثي، والذي لا يتحدث عادة إلا بالأمور التي تتطلب تدخلا عاجلا.


في تقرير نشره الطبيب فيفيك مورثي بمجلة “علوم” فإن سُمية بيئات العمل بدأت تترك أثرها على صحة الموظفين، فمع تسارع وتيرة الإنتاجية وجدية أهداف دفع عجلة التنمية المتعثرة بعد الجائحة، نُسي الموظف و اعتبرَ وجوده كأمر مفروغ منه، حتى أصبح الكثير من الموظفين يحمون أنفسهم بالاستقالات الصامتة بسبب الضغط الرهيب .

سجلت سنة 2019 في أمريكا الشمالية التي توفر ضروف احسن للعمل، نسبة بالموظفين المصابين بعرض أو أكثر من الأعراض التشخيصية للاكتئاب أو القلق %17 لكنها ارتفعت لتصل %79 هذا العام، إضافة لانتشار مقلق لمشاكل قلة التركيز والنوم و التغيب و ضب الأوقات الصباحية و الحوادث الشغل لدى الكثير من الموظفين إلى جانب شعورهم المتزايد باللاجدوى و عدم الانتماء لمؤسساتهم، و هي كلها عوامل تعد مُكلفة للشركات و الدول و المشاريع الناشئة.

الاسباب؟

تعد ساعات العمل الممتدة دون نهاية وكأنها الكون السبب رئيسي و راء الإجهاد، إضافة للإجازات بدون راتب أو حافز، الضغوطات المستمرة.. ببساطة المشكلة في نمط العمل الذي نعرفه بدوام كامل .

كيف تُعرف بيئة العمل السامة؟
حسب خمسة جوانب أساسية:

– فرصة النمو
– التوازن بين العمل والحياة
– سلامة و نظافة و امن الموظفين “HSE”
– الحياة الإجتماعية
– تقدير جهود الموظفين “Motivation”

حلول ..!
يتطلب الأمر من إدارة الموارد البشرية اولا ثم المنظمات إعادة التفكير في كيفية حماية الموظفين، وتعزيز الحياة الاجتماعية (السجل الاجتماعي للموظف)، الاعتراف بأهمية الموظفين للمؤسسة، وترك مساحة كافية ليملكوا حياة خارج جدران المكاتب، إضافة لدعم نموهم وتطورهم المهني ببعض القطاعات(تكوين مستمر).

كل هذا ليس من باب إنساني بحت او مسؤولية اجتماعية بحتة بل لأن نتائج هذا الجهد ينعكس على العاملين المؤسسات و الدولة على حدٍ سواء.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)