صباح الخير مساءاً .. النوم في الصغر للصحة في الكبر

صباح الخير مساءاً ..

النوم في الصغر للصحة في الكبر

 

 

مساء الخير، حين تفتح هذه النشرة في المساء الا تتثاءب. فالمفترض أنك من النعاسين، وأنك لم تأخذ قسطا جيدا وكافيا من النوم، ولكن -كما يقول المثل- : “ما فاز إلا النيام”؛ فلا كاتب النشرة نام مبكرا، ولا قارئ النشرة فعلها و استيقظ باكرا و هذا الجو البارد، إلا من رحم الله؛ فالسهر هو ما اعتدنا عليه، لكن هل كنت تعلم أن النوم المبكر في الصغر مفيد للصحة في الكبر؟ أو أنها “راحت” علينا؟

 

علم النفس والنوم المبكر

 

يعد النوم الجيد في الصغر أحد العوامل الأساسية التي تؤثر بشكل كبير في الصحة العقلية والجسدية في مرحلة البلوغ، وكثيرًا ما يتساءل الآباء والباحثون عن كيفية تأثير النوم على الطفولة وعلى الحياة المستقبلية، خاصةً فيما يتعلق بالصحة العقلية. تُظهر الدراسات الطويلة المدى، والتي تتابع الأفراد على مر السنوات، كيف أن سلوكيات الأطفال قد تكون مؤشرات على صحتهم العقلية في المستقبل، كما تشير الدراسات إلى أن الأطفال الذين يحصلون على نوم جيد يعانون من مستويات أقل من القلق والاكتئاب في مرحلة المراهقة والبلوغ، مقارنةً بأقرانهم الذين يواجهون مشاكل في النوم.

 

10 سنوات من الدراسة

 

الدراسات طويلة المدى تواجه العديد من التحديات مثل انسحاب المشاركين في العينة الأصلية، وصعوبة الحصول على تمويل لاستمرار الدراسة، وغيرها. لكن إحدى الدراسات نجحت في التغلب على هذه التحديات، وأجرت دراسة على حوالي 200 عائلة لمدة تزيد عن 10 سنوات، حيث تم مراقبة نوم الأطفال بدءًا من سن 8 سنوات وحتى بلوغهم سن 18 لتحليل ودراسة كيف يتغير نوم الاطفال على مر السنين، وكيف ترتبط هذه التغيرات بصحتهم العقلية. استعين فيها بأجهزة لقياس النشاط البدني لقياس النوم بشكل موضوعي يرتديها الأطفال على معصمهم، مما يوفر بيانات موضوعية لسبع ليالٍ متتالية، بالإضافة إلى دفتر يوميات للنوم كان يُملأ يوميًا.

 

لاحظ فريق البحث أن مدة النوم تتناقص مع تقدم العمر بمعدل حوالي ست دقائق سنويًا. فعلى سبيل المثال، في سن 18 كان الأطفال يحصلون على حوالي 6,5 ساعات من النوم في الليل، وهو أقل بكثير من المدة الموصى بها للصحة الجسدية والعقلية، حيث تشير البيانات التي تقدمها مؤسسة النوم الوطنية (National Sleep Foundation) و توافقها جمعية الراحة و النوم ومنظمة الصحة العالمية (WHO) إلى أن عدد الساعات المناسب للنوم في سن الثامنة عشر هو من 7 إلى 10ساعات يوميا. كما خلصت الدراسة بعد 10 سنوات إلى أن نوم الأطفال الجيد في سن 9 سنوات أكثر من مجرد حاجة فسيولوجية؛ لأن تأثيره كان واضحا على صحتهم العقلية في سن الثامنة عشر.

 

صورة اكبر للسرير

 

إذا “راحت عليك” ساعات النوم الجيدة في الصغر، التزم بها في الكبر، وعوّد أبنائك أو إخوانك الأصغر سنا من الآن.

 

 

Share
  • Link copied
Comments ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (Number of characters left) .