البرنامج الحكومي فرصة يسارع الزمن ..و المقاولات الناشئة مؤمنة بالنجاح رغم التضخم و جشع السوق .

البرنامج الحكومي فرصة يسارع الزمن ..و المقاولات الناشئة مؤمنة بالنجاح رغم التضخم و جشع السوق .

لم يكن غلاء الأسعار و القوانين المطروحة هو التجسيد الوحيد للرعب مع نهاية هذه السنة
فبعض الأرقام كانت مرعبة أيضًا..

عالميًا:
حسب Crunchbas بلغ حجم تمويل رأس المال الجريء في أكتوبر 27 مليار دولار، مما يعني انخفاضًا بأكثر من 50%مقارنة بالعام الماضي. ولكن هذا الانخفاض ليس بشيء الغريب على خبراء الاقتصاد ،لانه جاء مكملًا لسلسلة تعثرات استمرت طوال فصول هذه السنة رغم إنعاش الصناديق الحكومية للاستثمار.

وطنياً:
أظهرت الأرقام أن الشركات الناشئة سجلت انخفاضًا و تأخرا في تمويل المراحل المبكرة،على غرار برنامج فرصة الحكومي ،الذي لم يجد مقرات للاجتماع مع حاملي المشاريع ببعض المدن ، حاملوا المشاريع أيضا يعانون بدورهم في إيجاد مخرج لمشاكل مقر العمل و الوعد بالكراء الذي ترتفع سومته إضافة لطلب أصحاب”الساروت” لمبالغ تعجيزية ،مقارنةً بتمويل الذي لن يتجاوز 90000 درهم ،

هذا بالإضافة لطلب وكالات التمويل من المقاولين فتح حسابات بنكية جديدة للإستفادة ،بمبرر أنهم يتعاملون مع ابناك دون غيرها، و هو الأمر الذي يعد إضافة لمصاريف الاشتراك البنكي بالنسبة للمقاول، الذي سيضطر لفتح حسابين بنكيين.

محليًا :
على الصعيد المحلي لا يزال الوضع مزدهرًا، لدى الممونين فحسابات القيمة المضافة تؤديها المقاولة الناشئة رغم إعفاء الدولة لها من هذه الرسوم .و بعض السلع الأساسية عرفت ارتفاع خاصة لدى الصناع التقليديين المنخرطين ببرامج المقاول الذاتي و الذين طلب منهم التصريح الضريبي إضافة للمساهمة بصناديق للحماية الاجتماعية 300 درهم قبل الانطلاقة الفعلية لـ “فرصة” ،
و هو الوضع الذي يطرح معه صراع مع الزمن لدى المقاولين فهم اليوم أمام واقع تسديد الرسوم قبل استلامهم للتمويل و اي تأخير عن السداد يقابله تراكم الديون و إضافة عن التأخير.

أما بالنسبة لمقدمي الخدمات على قلتهم فهم يعانون الأمرين، لا عروض محفزة بالنسبة للوجستيك من ناحية النقل و لا عروض تنافسية على واجهات متاجر الإتصالات أضف، إلى ذلك عجز القدرة الشرائية للزبائن في الولوج للسلع المستدامة، وضع يعقده اكثر ارتفاع فاتورة التنقل و غلاء الوقود.

المواكبة
على رغم من وقوف الوزير فاطمة الزهراء عمور شخصيا على سير برنامج فرصة إلا أن بعض حاضنات المشاريع لم ترقى لمستوى تطلعات هذا البرنامج ،قد يعود الأمر للضغط الحاصل جراء عدد الملفات المطروحة أمام اللجان الساهرة على الانتقاء الأولي أو ضعف في التواصل مع حاملي المشاريع بالنظر لحداثة عهد الأنظمة الرقمية و تعثر البعض في الولوج للمنصة الرقمية للتعلم الإلكتروني، و كشف خبايا المبادرة و اختيار الصيغ القانونية الملائمة للنشاط المزاول و دراسة السوق التي تشهد تغيرات دورية و متسارعة بسبب الظرفية الحالية للاقتصاد.

الصورة الأكبر

على الرغم من أن طفرة إطلاق مشاريع جديدة تضررت كثيراً مع ذروة الجائحة، إلا أنها لا تزال في مستويات أعلى من المقاومة مما قبل الجائحة.

ففي ظل القيادة المستنيرة لجلالة الملك محمد السادس نصره الله، استطاع المغرب إرساء استراتيجية شاملة لتنمية ريادة الأعمال لدى الشباب الرائد المهتم بأوجه التنمية، بما في ذلك الذاتية و الاجتماعية والاقتصادية والبشرية.

وجهة نظر :
أصحاب المشاريع الصغيرة يكررون القول إن التضخم يقلل من أرباحهم. وأن ارتفاع الأسعار يتسبب في معاناة شركاتهم الناشئة من العثور على مستودعات لتخزين منتجاتهم …

وجهة نظر أخرى:
حاملوا المشاريع الشباب يعتقدون أن مشاريعهم مستعدة للاحتماء من تصحّر ارباحهم بسبب التضخم، ويؤمنون أن مشاريعهم ستصمد لسنوات طويلة أمام كل هذه العواصف والمجاعات الاقتصادية لأن أملهم بالمغرب الكبير أمام فرصة أكبر لفتح آفاق جديدة ليكونوا قدوة للأجيال الصاعدة.

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)