عام مع الصحافة الجديدة أنساني عشق القطط 

هشام الحو

تقول حكمة القطط : ” ان السكوت حكمة و منه تفرقت الحكم “

لكن بداية، بمعرض هذه المقالة اريد ان احدثكم عن وقوعي بحب الصحافة الجديدة المثيرة الجذابة، لأسباب عدة أولها ان الجمهور ينتظر من الصحفي أن يقول الحقيقة التي لا يملكها في الأصل، لككنا في بحث مستمر عنها، حتى لو أدى ذلك للتضحية، لذلك هي مهنة “مكره أخاك لا بطل”.

الصحافة مهنة شائكة وصعبة، تطارد الحقائق وتنسبها إلى من يملكها أياً كان موقعه، لذلك هي دِرع المجتمع و سلطته الرابعة إن كانت مستقلة و حرة،

فالصحفي بكسر الصاد على شكل (حِرفي) و هذا ما يتوجب، لا يبحث عن الأبرياء والقديسين بدرجة أولى، لذلك هي مهنة مخاطر وسط واقع سياسي و إجتماعي يزحف اتجاهه الفساد و يعمه الترهل و الازمات .

وبما أن هناك أشخاص يعانون وسط المجتمع، وعلى مواقع التواصل الاجتماعي دون تقديم للحلول أو ربط لواقعهم بالمسؤول ، أصبحت حالاتهم الإنسانية محطات للسخرية و التنمر دونا عن المسؤولين و الفاعلين، لدى اصبح من اللازم اليوم أن يكون هناك أشخاص يتكلفون بتوفير الرعاية والدعم لهؤلاء الأشخاص اللذين نبحث عنهم اليوم من وراء الزجاج الكاشف لمنظورنا و الزجاج الفاخر الحاجب للسياراتهم .

فقد ” عفى الله عما السلف ” ؛  و حتى من اقتبسها من القرآن أصبح اليوم يتحدث بلسان القُّر فقط، بعد أن ضمِن معاشا مريحاً و وضاىٔف لأبنائه خلال ولايته .

فالصحافة البنائة جاءت اليوم لتكون صلة وصل بين هؤلاء الأشخاص، ولتنقل لكم صوراً من التآزر الاجتماعي والمواقف الإنسانية، و جديد الخدمات الاجتماعية للأفراد و المؤسسات في المغرب، الذي يُقبل على فرصته الكبرى و الأكبر ،بعد ضياع فُرص لم تُنتج لنا سوى العاهات و العلل و سرعات مختلفة واحدة تجاه التنمية مقابل أخرى نحو التخلف.

الصحافة الجديدة تجربة جديدة داخل مشهد جديد هو الآخر، يعيش تحولا جوهريا، بعد أن أصبحت مصادر الخبر متنوعة و مغرية للجمهور الناشئ الذي يفهم بالهواتف الذكية أكثر من سلفه؛ غير راض أكثر من سلفه؛ ثائر أكثر من سلفه  (جيل الزابينغ ) تصعب معه المناورة و التعتيم الإعلامي جيل أحيا ثقافة السؤال و المسائلة ،يتطلع لغد أفضل كقطتي الصغير التي لا تحب اللامبالاة تحب السكوت لكنها حكيمة و جميلة، كطائري الذي يغدقني بالشتائم حين تصغر حصته اليومية من التفاح أو حين أنسى غمر حوضه للاستحمام.

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)