التراث اللامادي لمنطقة اشراردة الغرب

التراث اللامادي لمنطقة اشراردة الغرب

تصنف العيطة الشرادية كتراث إنساني لا مادي حسب منظمة اليونسكو، التي تدعو في مناسبات مختلفة إلى حماية هذا التراث الموسيقي من الضياع.
العيطة الشرادية التي تستند كغيرها من العيوط إلى التناقل الشفوي لقواعدها، وتقنياتها، يشكل المتن الشعري للعيطة جزء من الذاكرة الجماعية لمنطقة الغرب اشرارة بني حسن وخاصة إقليم سيدي قاسم.
فنساء المنطقة يعتبرن هذا الغناء نوع من الترفيه عن النفس تطبعه أجواء الفرح والحب، يعبر به عن تجربة إنسانية تجسد علاقة الفرد بمحيطه، طابع الفرح والفكاهة دائما ما يصاحب هذا الفن البسيط الذي يصنع الفرجة ويضفي جوا من البهجة في كل مناسبة.
والمقامات المستعملة في هذه العيطة ثلاث مقامات “العجم والنهوند والرصد” لكن لا تستعمل المقام كله يأخدون ثلاث نوطات فقط ، تلحن بها الأغنية كما أنها تؤدى في مقام واحد بتحولات مقامية قليلة، والإيقاع المستعمل واحد فقط هو 12-8 وهو إيقاع بسيط لا يحتاج لمصاحبة الآلات موسيقية تستعمل فقط الإيقاعية. وفي حالة أخرى تقتصر على التصفيق بالأيادي في التجمعات الصغيرة. من أهم الآلات المستعملة في إيقاعات العيطة الشرادية التعريجة والبندير والدعدوع.
تعتمد العيطة الشرادية على نوعين فقط من أشعار العيطة أي “البروال” وهي قصائد بكلمات بسيطة سهلة في الحفظ مستقات من كلام البيت المغربي البدوي. ويؤدى هذا النوع الشعري على وزن موسيقي واحد ولا يتغير فيه سوى الإيقاع ،حيث يبدأ بطيئا وينتهي سريعا ثم يتكرر، تيمات العيطة الشرادية منبثقة من الواقع المغربي ومن الحياة اليومية الاجتماعية، المستقاة من رحم حياة المرأة القاسمية الفلاحة البسيطة المكافحة.

ما تحتاجه العيطة الشرادية اليوم كتراث وموروث ثقافي، هي إنقاذ هذا الكنز الفني من الضياع، من خلال تتبع وتوثيق واسترجاع ما ضاع منها.

 

 

 

شارك المقال
  • تم النسخ
تعليقات ( 0 )

اترك تعليقاً

1000 / 1000 (عدد الأحرف المتبقية)